نشرت مجلة Leadership Quarterly في عددها الأخير ورقة عن الاستجابات اللامبالية في الاستبيانات، وفحصت أشهر مؤشرات كشف هذه الاستجابات، وأثرها على البحث، ومقترحات للمعالجة سألخصها في هذه السلسلة.
تُعتبر الاستجابات اللامبالية ظاهرة واردة الحدوث في الاستبانات بنسبة تتراوح من ١٠٪ الى ١٥٪، وترجع إلى عوامل متعلقة بالمشاركين وأخرى متعلقة بالاستبانة. ومن العوامل المتعلقة بالمشاركين الدافعية للبحث ونتائجه، والموافقة، والاستقرار العاطفي والمرتبطة سلباً بالاستجابات اللامبالية.
أما عوامل الاستبانة فأهمها طول الاستبانة، فالاستبانات الأطول أكثر عرضة للاستجابات اللامبالية، وكذلك نوع التوجيهات المكتوبة وخصوصاً التنبيه على أن هناك فحص واستبعاد للاستجابات اللامبالية.
وللضرر الذي تسببه هذه الاستجابات على البحث فإنه يتم استخدام عدد من المؤشرات للكشف عنها، وهي على نوعين: المؤشرات المباشرة والمؤشرات الغير مباشرة. والمؤشرات المباشرة تتضمن عبارات تختبر وعي المشاركين يتم وضعها داخل الاستبانة مثل (الرجاء اختيار خيار موافق جداً لهذه الفقرة).
كما يقوم بعض الباحثين بوضع عبارات غير متسقة لاختبار وعي وجدية المشاركين مثل (لدي ١٧ اصبعاً). لكن هذه المؤشرات تعرضت لنقد شديد فتم البحث عن مؤشرات أخرى هي النوع الثاني (الغير مباشر) وتتميز أنها لا تتضمن إعداد خاص في الاستبانة كما أنها غير مكشوفة للمشاركين.
المؤشرات الغير مباشرة هي(ثبات الاستجابة، ووقت الاستجابة، واتساق الاستجابة). ثبات الاستجابة يندرج تحته مؤشرين هما: السلاسل الطويلة من الاختيارات الثابتة، بمعنى اختيار نفس الاستجابة لجميع الفقرات.ومؤشر الاستجابة الذاتية الذي يحسب لكل مشارك فترتفع درجة المشارك كلما تنوعت استجاباته.
مؤشر زمن الاستجابة يتم قياسه من خلال وضع حد زمني أدنى للوقت المتوقع للاستجابة المقترنة بقراءة واعية للفقرة، فإذا كان زمن الاستجابة أقل من الحد الأدنى فمن المرجح أن هذه الاستجابة غير مبالية.
مؤشر اتساق الاستجابة يتضمن مؤشر الموثوقية الشخصية في المشارك ويتم حسابها عبر الارتباط داخل استجابات الفرد الواحد في ٣ عناصر على الأقل. ومؤشر المترادفات ومؤشر المتناقضات حيث توضع عبارات تحوي عناصر متشابهة وأخرى تحوي عناصر متضادة ويتم قياس الاتساق حيث لا يفترض أن يعارض الشخص نفسه.
وضمن اتساق الاستجابة يستخدم مؤشر ثالث هو (مسافة ماهالانوبيس) والتي تقيس نمط الاستجابات شديدة الانحراف عن استجابات العينة والتي على الأغلب تكون راجعة لظاهرة الاستجابات اللامبالية.
هذه الدراسة فحصت المؤشرات السبع من حيث قدرتها على كشف الاستجابات اللامبالية.وكذلك أثرها على مستوى الفقرة وعلى مستوى بنية الاستبيان وعلى البنية القائمة على التوافق. تمت هذه الإجراءات عبر دراستين تم في الأولى توجيه مجموعة من المشاركين للاستجابة اللامبالية ومجموعة للاستجابة الواعية.
إجراءات الدراستين مشروحة بالتفصيل في الورقة. الأهم هو النتائج التي توصلت لها. فقد تبين أن خمسة من المؤشرات السبعة التي تم اختبارها كانت قادرة على الكشف عن الاستجابات اللامبالية بكفاءة بينما كان مؤشران أقل كفاءة وهما مؤشرا (السلاسل الطويلة والاستجابة الذاتية).
وفيما يتعلق بأثر هذه الاستجابات فقد أثرت في الدراسة الأولى بشكل كبير على التباين الداخلي ومعدل ومتوسط تباين الفقرة. كما (شوهت) هذه الاستجابات وفقاً للباحثين هيكل التباين المشترك للاستبانة وبالتالي تشوهت بقية مقاييس البنية كثقل العوامل والرواسب والموثوقية المركبة.
ورغم أن بعضاً من هذه العوامل كانت أقل تأثراً في الدراسة الثانية إلا أن الاستجابات اللامبالية أثرت بشكل ملحوظ على نتائج الاستبانة مما يعني اختلاف النتيجة حال استبعادها.
ختاماً وضع الباحثون ملخص إجرائي (لمنع وتتبع ومعالجة) الاستجابات اللامبالية ترجمتها هنا:
رابط الورقة لمن يرغب في الاطلاع عليها/
لا يوجد تعليقات
أض٠تعليق