في عام 1998 عندما كانت الرحلة رقم 111 من الطيران السويسري متجهة من مدينة نيويورك للعاصمة السويسرية جنيف، تعرضت للسقوط في المحيط الأطلسي ما أدى لتحطمها ووفاة جميع ركابها البالغ عددهم 229 شخصًا.
سلسلة تغريدات حول الطرق العلمية التي استخدمتها الشرطة الكندية للتعرف على هوية الضحايا.
استمرت الجهود الحثيثة لعدة أسابيع لجمع الأشلاء المتفرقة من أجساد ركابها إضافة إلى البحث عن حطام الطائرة لتحديد الأسباب المنطقية لهذا الحادث الشنيع، وتحديد عدد الركاب الحقيقي الذين كانوا على متن الطائرة خشية وجود اعتداء إرهابي من قبل شخص مجهول من غير المسجلين على قائمة المسافرين.
إضافة إلى تلك الأسباب الرئيسية التي تتم كإجراء أمني، فإن من الأهداف الإنسانية لجمع أشلاء الأشخاص وربطها ببعضها البعض هو لتسليم كل مجموعة من الأشلاء المتماثلة إلى أهلها لإكرامها بدفنها.
لقد تم استخدام عدد من الوسائل في الاستعراف على هويات الركاب مثل:
بصمات الأصابع وسجلات الأسنان، إضافة إلى الفحوص الوراثية (DNA)، التي أدت دورًا جوهريًا في تحديد هويات الركاب.
حددت التقنيات المساندة هوية 147 راكبًا، حيث تم جمع 1020 إصبعًا من أيادي الضحايا وجدت في موقع حطام الطائرة.
تم مقارنتها مع الاشخاص الذين سبق تسجيل بصماتهم في السجلات الرسمية قبل الحادثة أو رفعت بصماتهم من منازلهم بعد تحطم الطائرة، ما أدى لتحديد هوية 43 شخصًا عن طريق البصمات.
كما تمت الاستفادة من سجلات فحوص الأسنان الموجودة لدى عيادات الأسنان ومقارنتها مع الضحايا، لتحديد هوية 102 شخصًا.
كما قامت مختبرات الشرطة الكندية في عدد من المدن الكندية بإجراء الفحوص
الوراثية (DNA)، لتحديد السمات الوراثية لثلاثة عشر موقعًا وراثيًا (Locus) من التتابعات القصيرة المتكررة (STRs) لجميع ركاب الطائرة 229 على الرغم من التعرف على بعضهم بعضًا بالوسائل التي أوضحت في التغريدات السابقة.
كان الغرض من إجراء (DNA) كزيادة تأكيد للنتائج التي تم الحصول عليها من التقنيات المساندة كالبصمات وفحوصات الأسنان، فقد كانت الفحوص الوراثية تجري على العينات أثناء الفحص المخبري من أجل غايتين مهمتين:
- أولاهما لربط قطع الأشلاء من الجثث المتماثلة في السمات الوراثية مع بعضها البعض.
-ثانيهما تحديد هوية كل شخص عن طريق مقارنة السمات الوراثية لتلك الأشلاء مع السمات الوراثية للآثار الحيوية الموجودة على أدواته وحاجياته الخاصة التي رفعت من منازل بعض مجهولي الهوية، أو عن طريق مقارنتها مع السمات الوراثية لعينات الدماء القياسية التي رفعت من أهالي المفقودين الموجودين.
جمعت مختبرات الشرطة الملكية الكندية ما يزيد على 2400 عينة من الأشلاء المتناثرة من موقع الحطام، وتحديد السمات الوراثية لعدد 1277 عينة صالحة للفحص ومقارنتها بالسمات الوراثية لـ 310 مت عينات دماء قياسية من ذوي بعض الضحايا المنتشرين في 21 دولة حول العالم.
وكذلك مقارنة السمات الوراثية لتلك الأشلاء من الضحايا مع السمات الوراثية لـ 89 عينة من أدوات وحاجيات كفرش الأسنان أو الأمشاط مت بعض الضحايا الذين لم يعثر لهم على أقارب على قيد الحياة يمكن رفع عينات قياسية منهم لمقارنة نسبهم وراثيًا بهم.
بعد إجراء عمليات المقارنة بين السمات الوراثية للعينات المرفوعة من موقع الحطام والعينات القياسية تمكنت مختبرات الشرطة الكندية من تحديد هوية جميع ركاب الطائرة، ما جعل أسلوب التعامل مع الكارثة نموذجًا متميزًا في الاستشهاد بأهمية الفحوص الوراثية في تحديد هويات ضحايا الكوارث الجماعية.
إثر هذه الكارثة الكبيرة أوصت مختبرات الشرطة الكندية هيئة السلامة التابعة لوزارة المواصلات الكندية بضرورة أخذ عينات قياسية إضافة إلى بصمات الأصابع لكل ملاحي الطائرات وكذلك الاشخاص معتادي السفر عن طريق الجو، ليتم حفظ تلك البيانات الخاصة لدى شركات الطيران للاستفادة منها عند الحاجة.
المرجع:
كتاب أهمية الفحوص الوراثية في قضايا النسب والقضايا الجنائية، للدكتور عبدالعزيز الدخيل.