#رحلة_بحثية_استقصائية في كوكبة المثلث نجمان نيران هما الأول والثاني ورد لهما اسم عند العرب، في المطبوع والمخطوط من الكتب، والاسم ورد أحيانًا "الأنيسان" وأحيانًا "الأيبسان" وليس من الواضح أيهما الصحيح.
في كتاب صور الكواكب طبعة حيدر أباد (1373 هـ ) عن مخطوطة باريس 5036 جعلهما "الأنيسان"
لكن في مخطوطة باريس 5036 ترك نقطة الباء فظهر الاسم لهذين النجمين: "الأيىسين".
في مخطوطة كتاب الصوفي صور الكواكب بودليان مارش 144 ورد اسم النجمين النيرين من كوكبة المثلث: "الأيبسين"
وفي مخطوطة هنت 212 ظهر الاسم بدون تنقيط: "الأىىسىن"
وفي مخطوطات أخرى مثل مخطوطة الدانمارك ظهر الاسم: "الأنيسين" فهل اسم هذين النجمين الأنيسان أم الأيبسان؟
في مخطوطة إسطنبول لأرجوزة ابن الصوفي وفي مخطوطة ميونيخ ظهر الاسم: "الأيبسان"، وبها يصح الوزن. فالأيبسان اسم لأنوريهما ولست أدري ما اسم أصغريهما
وفي مخطوطة جامعة الملك سعود ومخطوطات أخرى: الأنيسان لكن ينكسر بها الوزن. فالأنيسان اسم لأنوريهما ولست أدري ما اسم تالييهما
وفي المطبوع لكتاب الأنواء في مواسم العرب لابن قتيبة: "الأنيسان" وقال المحقق إنه غير منقوط في الأصل، وإنه في المخصص: أبيسان، واختار "الأنيسان" بناءً على الصوفي وابن حمودة. ولكن كما رأينا مخطوطات الصوفي والأرجوزة فيها أيضاً "الأيبسان"
وفي المطبوع للمخصص لابن سيده غير واضح لكن ربما كان: "الأُبَيسان"
وفي المطبوع للأزمنة والأمكنة طبعة حيدر آباد: "الأنثيان" والمطبوع من حيدر أباد فيه أخطاء كثيرة جدًا لذلك لا يوثق به.
وفي المطبوع للأزمنة والأمكنة تحقيق الدليمي: "الأنيسان" والدليمي رحمه الله لم يحقق الكتاب على أصل مخطوط، وإنما على طبعة حيدر اباد، واختار "الأنيسان" بناءً على تكملة المعاجم العربية للمستشرق رينهارت دوزي.
ذهبنا إلى ترجمة تكملة المعاجم العربية لرينهارت دوزي ووجدناه كتب: والأنيسان: نجمان من نجوم كوكبة الجنوبي (سيديلو 132، ألف أستر 1: 55) لكن لم أجد في اختصاراته شرح لمن هو سيديلو أو ألف أستر اللذين هما مصدره
فبحثت عن الكتاب بلغته الأصلية الفرنسية ووجدته كتب المصادر: Sedillot 132 Alf Astr I,55 ألف أستر (الفونسو أسترونوميا) فهو اختصار لمجموعة كتب فلكية ترجمت لألفونسو ملك قشتالة في القرن السابع Alfonso libros del saber de astronomia
أما سيديلو (تنطق سيديو) فهو المستشرق JEAN JACQUES EMMANUEL SÉDILLOT (1777م – 1832م) وقد ترجم كتاب "جامع المبادئ والغايات" للفلكي المسلم أبو علي الحسن المراكشي ( توفي 660 هـ) للفرنسية
وكتاب سيديو متاح من ضمن كتب جوجل المصورة لأنه قديم طبع قبل حوالي تسعين سنة، والجميل أن خدمة البحث النصية موجودة مع أن الكتاب مصور. وقد ذكر "الأنيسان" هنا، ترجمة الفصل الرابع عشر في جدول النجوم في ص 140 وليس في ص 132 كما عند دوزي وربما كان عند دوزي طبعة أخرى:
البحث عن نص معين في كتاب مصور في كتب جوجل، وهذه الميزة تمكنك من تحميل الكتاب مصورًا ونصًا.
لذلك فمصدر سيديو هو كتاب المراكشي الفصل الرابع عشر. ومن خلال جوجل وجدت مخطوطة كتاب المراكشي "جامع المبادئ والغايات" في المكتبة الرقمية العالمية لكن للأسف الناسخ لم ينسخ أسماء النجوم في الجدول
ثم من خلال البحث في الفهرس الموجود في مبادرة المخطوطات العلمية الإسلامية يوجد 36 مخطوطة للكتاب، ووجدت نسخة رقمية في المكتبة الفرنسية وذكر "الأنيسان" فيها هنا:
من هذا يتبين أن الدليمي رحمه الله استند على معجم التكملة لدوزي ودوزي استند على ترجمة سيديو لجامع المبادئ والغايات ومجموعة ألفونسو وهي كلها متأخر عن مخطوطات كتب الصوفي وأرجوزة ابن الصوفي التي لدينا والتي فيها الأنيسان والأيبسان، ولا يمكن ترجيح "الأنيسان" من خلال هذه المصادر.
هذان النجمان قريبان من صورة الحمل العربي وربما كان لاسمهما علاقة بالحمل. بالبحث في المعاجم وجدت أن "الأيبسين" هما عظام الساقين، وهذا مناسب جداً لموضع هذين النجمين من صورة الحمل. لذلك يترجح أن اسم هذين النجمين "الأيبسان"، وهما جزء من صورة الحمل عند العرب.
جاء في لسان العرب: والأَيْبَسانِ عَظْمَا الوَظِيفَيْن من اليد والرجل، وقيل: ما ظهر منهما وذلك لِيُبْسِهما. والوظيف هو مُسْتدَقُّ الذِّراع والساق من الخيل والإبل ونحوهما.
- كاتب المقالة
حفظ بصيغة PDF
لا يوجد تعليقات
أض٠تعليق